قصة لويس برايل الحقيقية من قصص الاطفال

قصة لويس برايل الحقيقية من قصص الاطفال

ولد "لويس برايل" في قرية فرنسية صغيرة عام 1809، كان لويس الطفل الرابع لعائلة برايل، وكانت عائلة لويس تعيش في منزل ريفي، وكان أبو لويس يصنع سروج الخيول وأعنتها، وكان لويس طفلا ذكياً يساعد أمه وأباه، ويحب تجريب أشياء جديدة، وذات يوم تعرض لويس لحادث أليم وهو في الثالثة من عمره، فقد كان وحده في ورشة أبيه، ثم أخذ آلة حادة لقص الجلود كما يفعل أبوه وهو واقف على الكرسي، ولكن لم يستطع لويس قص الجلد؟ لأن الجلد كان سميكاً جداً فانزلقت الآلة منه، وجرحت عينه جرحا شديداً، تلوثت عين لويس، ولم يستطع الأطباء علاجها حتى انتقلت الإصابة إلى عينه السليمة، فأخذ نظر لويس يضعف شيئاً فشيئاً حتى فقد البصر تماماً في سن الخامسة، حزن والدا لويس حزناً شديداً، وأخذا يفكران في مصير ابنهما...، فكان على لويس أن يتعلم كيف يتعايش مع الحياة المظلمة، ويتعلم كيف يفعل كل شيء من جديد عن طريق السمع واللمس فقط، فتعلم لويس بسرعة. وأصبح قادراً على مساعدة عائلته مرة أخرى، اكتشف قسيس مهارة لويس فعلمه قصصاً من الإنجيل، كما علمه الأصوات المختلفة للطيور والحيوانات، وعندما بلغ لويس السابعة من عمره جاء مدرس جديد إلى القرية ورحب بلويس في المدرسة ولكن لم يكن بوسع لويس أن يقرأ ويكتب مثل باقي التلاميذ ولكنه كان ذكياً وسرعان ما أصبح أكفأ التلاميذ، حين بلغ لويس العاشرة وجدوا له مكاناً في مدرسة خاصة للمكفوفين في باريس، كان حزيناً لأنه سوف يترك بيته وعائلته، ولكن كان متحمساً للمدرسة الجديدة، كانت المدرسة غريبة ذات مبنى ضخم رطب، وكان مدرسوها في منتهي الحزم، في البداية وجد لويس صعوبة في التأقلم، ولكنه سرعان ما اكتسب صديقاً جديداً يدعى "جابريل"، أحب لويس دروس الجغرافيا والتاريخ والرياضيات، وتعلم كيف يصنع السلاسل والأحذية، كما تعلم العزف على آلة البيانو، تعلم لويس القراءة من خلال بعض الكتب الخاصة التي وجدها في المدرسة، ولكن كانت تلك الكتب كبيرة الحجر، وذات أحرف بارزة، ولكن قراءة كل كلمة عن طريق اللمس كانت تستغرق وقتاً طويلاً، عندما أتم لويس الثانية عشرة جاء إلى المدرسة ضابط في الجيش يدعى "تشارل باربيه" وكان قد اخترع طريقة يتبادل الجنود بها التعليمات السرية في أثناء الليل، كانت هذه الطريقة تستخدم النقاط والشرط المثقوبة على شريط ورقي للتعبير عن الأصوات المختلفة، كان لويس متحمساً جداً للطريقة الجديدة حتى يتبادل الرسائل مع أصدقائه، ولكن نظام "باربيه" كان شديد التعقيد، وكان يستخدم الكثير من النقاط، أراد لويس أن يجد طريقة أسهل وأسرع،ظل لويس شهوراً يحاول اختراع نظامه الخاص، وكان يدرك أن النظام الجديد يجب أن يكون أسهل وأسرع في التعلم والاستخدام، وبعد عامين كان لويس قد اخترع طريقة بسيطة لكتابة كل حرف من حروف الأبجدية، وكان نظامه يستخدم ست نقاط بارزة مثل النقاط المحفورة على قطع الدومينو، وعن طريق تمرير الإصبع بلطف على النقاط يمكن قراءة الأحرف، فتعلم أصدقاء لويس هذه الطريقة بسرعة، أصبح لويس مدرساً في المدرسة، ولكن مر وقت طويل قبل أن يستخدم الجميع طريقته؟ لأن المبصرين لم يدركوا أهمية عمل لويس، لم يستخدم طريقة "برايل" للقراءة والكتابة إلا لويس نفسه وبعض أصدقائه وتلاميذه، وقد حاولوا جاهدين أن يجعلوا الآخرين يستخدمونها أيضاً، وقد عانى لويس كثيرا من الأمراض، وتوفي عندما بلغ الثالثة والأربعين، وبعد ذلك بسنتين تم الاعتراف بنظام لويس للقراءة والكتابة، وقد عممت في كل أنحاء فرنسا التي اشتهرت بنظام "برايل" قبل أن تنتشر تدريجياً في كل أنحاء العالم.

القيم التى تعلمناها : مساعدة الوالدين في الأعمال المنزلية التي تناسب عمرنا فقط...النظر إلى المكفوف بأنه شخص مثل البصير لا ينقصه شيء أبداً.
السابق
التالى
مقالات ذات صلة

0 التعليقات: