كيف اعتنى الإسلام بالصحة والنظافة

كيف اعتنى الإسلام بالصحة والنظافة

كيف اعتنى الإسلام بالصحة والنظافة : 
لقد اعتنى الإسلام بإصلاح الروح بالإيمان والإخلاص في القول والعمل، واعتنى بإصلاح البدن بالنظافة والعبادة، وإصلاح البدن أساس لإصلاح الروح. لذلك كانت الطهارة والنظافة من أقوى الأسباب لسلامة الجسم وحفظ الصحة، وقد بين الله تعالى أهمية الطهارة في كتابة العزيز فقال: ((وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ)) الأنفال: 11، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)) المائدة: 6.

فالصلاة لا تجوز ولا تتم إلا بالطهارة الظاهرة، طهارة البدن والثوب والمكان الذي يصلى

فيه، ولأهمية النظافة أقر الإسلام ما يلي:

يندب تنظيف الأسنان بالسواك ونحوه لكل صلاة، وبعد كل طعام حتى تزول بقايا الطعام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة"، رواه الطبراني.
أوجب الإسلام تطهير ما تنجس من ثوب أو متاع أو مكان، وذلك حتى تزول عين النجاسة ورائحتها بزوال الأثر، وإذا كانت النجاسة مغلظة كنجاسة الكلب والخنزير، يجب أن يطهر الشيء المتنجس بها سبع مرات أحداهن بالتراب بما له من خاصية عجيبة فعالة في القضاء على الجراثيم.
أوجب الإسلام على الجنب غسل عموم بدنه بالماء الطاهر النقي، وسن أغسالا أخرى مستحبة كغسل يوم الجمعة وغسل العيدين وغسل الإفاقة من الإغماء أو الجنون، وبعد الدخول في الإسلام ولاجتماع المسلمين وغير ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حق على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدين بني على النظافة لأنها أساس حفظ الصحة وأساس سلامة العافية فقال صلى الله عليه وسلم " أن هذا الدين بني على النظافة"
وقد اهتم الإسلام بالنظافة على نطاقها الواسع، فلم تقتصر النظافة على تطهير البدن والثوب والأمتعة والأمكنة، بل تعدت ذلك للبيوت والمدارس والمستشفيات والمتاجر والطرقات والساحات والأماكن العامة، وممرات الناس وشواطئ البحار والأنهار ومصادر المياه والحدائق وتحت الأشجار المثمرة وغير ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل" رواه أبو داود وابن ماجه....

وقد أطلق عليها النبي صلى الله عليه وسلم صفة ملاعن، لتوسيخها والبراز فيها يسبب لعن الناس لفاعله، وقد تصدر عن مثل هذه النجاسات والأوساخ روائح كريهة تؤدي إلى نقل الأمراض والعلل لأهل المنطقة.

وقد بلغ من عناية الإسلام بالصحة أن وضع أنظمة وقوانين عامة الغرض منها الوقاية من الأمراض:

فأمر بإطفاء المصابيح عند النوم حتى لا تأتي الحشرات والهوام على ضوئها، وأمر بإغلاق الأبواب عند النوم وربط اسقية الماء وتغطية الطعام والشراب حتى لا تبث الحشرات فيها سمومها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطفئوا المصابيح إذا رقدتم وأغلقوا الأبواب وأوكئوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب"، أي أربطوا أسقية الماء وغطوا الطعام والشراب.
أجاز الإسلام القضاء على الحشرات الضارة والهوام، كالديدان والفئران والجرذ والذباب والبراغيث والقمل والبعوض والبق والحية والصراصير وغير ذلك لأنها تضر بصحة الإنسان.
أمر الإسلام بغسل اليدين قبل الطعام وبعده، حتى يدخل الطعام إلى جوفه نظيفاً وطاهراً ونقياً، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" رواه أبو داود.
أوجب الإسلام الحجر الصحي حتى لا ينتقل المرض من المريض إلى الصحيح، يقول صلى الله عليه وسلم عن مرض الطاعون: " إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" رواه البخاري، فهذه دلالة واضحة وصريحة على الوقاية الصحية والحجر الصحي، حتى لا ينتشر المرض ويصبح وباء عاماً، ومن الوقاية الضرورية تجنب الإصابات المعدية كالجذام ونحوه، والجذام هو داء خطير إذا حل بالبدن تأثر به أطرافه كالأنف والأصبع واليدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد" وفي رواية: " فر من المجذوم فرارك من الأسد" رواه البخاري.
حث الإسلام على الاعتدال في الطعام والشراب، حتى يظل البدن نشيطاً لأن التخمة تؤدي إلى الكسل وقله النشاط في كل شيء، قال الله تعالى: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا)) الأعراف: 30.
ومن تمام عناية الإسلام بالصحة نهيه عن تناول الخمور والمخدرات الضارة، التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تفتك بجسد الإنسان، وكذلك فقد حرم الإسلام المعاصي لأن البعد عنها حصانه كبرى من الأمراض الخبيثة وقد ورد في الحديث: " وما ظهرت الفاحشة في قوم يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن موجودة في أسلافهم".

كما حث الإسلام على التداوي إذا أصيب الجسم بالمرض حتى تخف الآلام ويؤخذ بالأسباب يقول صلى الله عليه وسلم:" ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء" رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: " أن لكل داء دواء، فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله" رواه مسلم، وحرم الإسلام الالتجاء إلى الشعوذة والخرافات في طلب الشفاء، لأن الشافي هو الله، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا أودع الله له، رواه الحاكم.

هذا غيض من فيض من توجهات الإسلام في الصحة والنظافة، والتي تدل على العناية الفائقة التي أولاها الإسلام للإنسان كمخلوق متميز في هذه الحياة فقد كرم الإسلام البدن وحث على المحافظة عليه طاهراً نقياً سليماً، وكرم الإنسان حياً وميتاً يقول الله تعالى: ((ولقد كرمنا بني آدم))

والحمد لله رب العالمين  

السابق
التالى
مقالات ذات صلة

0 التعليقات: