كيفية علاج داء السرقة عند الاطفال

كيفية علاج داء السرقة عند الاطفال

لماذا يلجأ بعض الأطفال إلى سرقة أشياء من منازلهم أو سرقة نقود من والديهم أو سرقة أدوات مدرسية من رفاقهم رغم أن أسرتهم تكون قد وفرت لهم كل شيء من لعب وملابس ونزهات وأدوات... الخ؟

لماذا يسرق الأطفال ؟ ما أسباب ودوافع ذلك؟ وهل يمكن اعتبار هذا الفعل سرقة فعلا؟ وكيف يتصرف الآباء عندما يعلمون أن طفلهم ارتكب هذا الفعل؟

قد يسرق الطفل لشعوره بالنقص أو الإحساس بالحرمان
يقول أرسطو: «لا يمكن اعتبار إنسان ما سارقا لمجرد أنه سرق» معنى ذلك أن الطفل الذي لم يتمثل بعد معنى الملكية الفردية ليميز بين ماله أو حاجته ومال وحاجة الآخرين، ولم يفهم بعد معنى الخير والشر والصالح والطالح.. لا يمكن اعتباره سارقا، بما للكلمة من دلالة وفظاعة، إذا ما قام بهذا الفعل. لذلك ذهب بعض علماء النفس إلى أن الطفل يدرك معنى السرقة ابتداء من السنة السادسة أو السابعة، وهي السنة التي يدخل فيها المدرسة حيث يبدأ يتكون لديه ما يمكن تسميته بالحس الاجتماعي Sens social الذي يساعده على التعامل مع الآخرين على أساس الحقوق والواجبات. 

وتنتشر السرقة في هذه المرحلة بين الأطفال الذكور، وتبدأ بالظهور لأتفه الأسباب، إما لشراء أشياء يرغبون في اقتنائها، وإما لكسب صداقة رفاقهم، أو يسرقون من والديهم بدافع الرغبة في معاقبتهم، حتى إن بعض الأطفال يسرقون بدافع لاشعوري للاستمتاع بتلك القشعريرة التي تنتابهم أثناء عملية السرقة، أو ليثبتوا لأنفسهم أنهم يتمتعون بالشجاعة والحيلة أو ليتأكدوا بأن الحظ إلى جانبهم... إلى غير ذلك من الدوافع اللاشعورية التي قد تكون السبب الرئيسي في ميل الطفل إلى السرقة.

والطفل الذي يجمع ممتلكات الغير ويخفيها، ربما يعود ذلك إلى افتقاره للقدر المناسب من الزخم العاطفي المتمثل في الحب والحنان، وربما يحاول الحصول على الشيء الذي يحس أنه لا يملكه أو يمنع عنه، أو عندما يغار أو يحسد طفلا آخر. وقد يسرق الطفل لشعوره بالنقص أو لإحساسه بالحرمان، أو تقليدا لبعض الزملاء في المدرسة، أو بهدف الشعور بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات، وقد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسي أو عقلي أو بسبب معاناة من الضعف العقلي وانخفاض الذكاء، مما يجعله فريسة سهلة تحت سيطرة أطفال أكبر منه قد يوجهونه إلى السرقة.

وعندما يعلم الآباء بإقدام الطفل على السرقة ينتابهم شعور بالغضب أو الخوف وأحيانا الخجل والحرج، خاصة إذا كان ضحية السرقة أحد الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء المدرسة وتزداد حدة هذه المشاعر إذا لاحظ الآباء أن طفلهم يستمر في هذا السلوك ويكرره متحديا سلطتهم وسلطة القيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة.

والأدهى من ذلك والأمر هو أن يجد الطفل من أحد أبويه من يدفعه أو يشجعه على السرقة، فإن الطفل، لا محالة، سيكون متماديا في الإجرام عريقا في الانحراف والسرقة.

وهل يرجى لأطفال كمال

إذا ارتضعوا ثُديَّ الناقصات

علاج السرقة عند الاطفال في الاسلام

يحكى أن إحدى المحاكم الشرعية حكمت على سارق بقطع يده، فلما حانت لحظة التنفيذ صرخ بأعلى صوته قائلا: «قبل أن تقطعوا يدي اقطعوا لسان أمي، فقد سرقت أول مرة في حياتي بيضة من جيراننا فلم تؤنبني، ولم تطلب إليّ إرجاعها إلى الجيران، بل زغرد وقالت: الحمد لله، لقد أصبح ابني رجلا، فلولا لسان أمي الذي زغرد للجريمة لما كنت في المجتمع سارقا».

لهذا وجب على الآباء والأمهات وأولي الأمر جميعا، أن يعطوا لأطفالهم القدوة الحسنة والنموذج الصالح في التربية والتعليم، ويجنبوهم لعب الشارع وأصحاب السوء والشر حتى لا يتأثروا بانحرافهم ويكتسبوا من عاداتهم، ويلقنوهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وسير الخلفاء الراشدين والصحابة والتي تحذر من هذه العادة وتبيّن ما أعد الله للسارقين والسارقات من إثم كبير وعذاب أليم. قال عبدالله بن دينار: خرجت مع عمر بن الخطاب  "رضي الله عنه"  إلى مكة.. فانحدر بنا راع من الجبل، فقال له عمر ممتحنما: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم، فقال: إني مملوك، فقال عمر: قل لسيّدك أكلها الذئب، فقال الراعي: فأين الله؟ فبكى عمر  "رضي الله عنه"  ثم غدا مع المملوك، فاشتراه من مولاه وأعتقه، وقال له: أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة.

دراسة حالة عن السرقة عند الاطفال

يوجه خبراء التربية وعلم النفس عدة نصائح للأهل والأسرة حتى لا تتفاقم هذه الآفة، منها ضرورة وقوفهم ضد فعل السرقة من بدايتها مهما كان حجمها و مستواها عن طريق إخبار الطفل بأن السرقة سلوك خاطئ، وأنه لا يستفيد منها بأي شكل من الأشكال، كما أن مواجهة الآباء لهذا الموقف ينبغي أن تكون مواجهة عقلانية بعيدة عن الغضب والانفعال والتعصب والتهديد لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى نتائج وخيمة وخصوصا على المدى البعيد مادام الطفل لم يقتنع بعدم جدوى السرقة، بل يجب علينا نحن الكبار أن نشعر الطفل بأننا نتفهم الإغراء الذي تعرض له، مع حثه على مقاومة هذا الإغراء وعدم الاستسلام والرضوخ له بسهولة، وبذلك فإننا نعبد طريق الحوار والتفاهم بيننا وبين الطفل، يتعهد فيه بعدم تكرار ذلك مرة أخرى، محافظا في الوقت نفسه على كرامته وتقديره لذاته، وعدم شعوره بالإحباط والهزيمة وبالتالي نقوي لديه قيم الصدق والأمانة، وفي نفس الوقت يشعر الطفل باستمرار حبنا وحمايتنا له، ويحتفظ بصورة إيجابية عن ذاته.

كلمات بحثية متعلقة بـ كيفية علاج داء السرقة عند الاطفال علاج السرقة عند الاطفال في الاسلام السرقة عند الاطفال في المدرسة كيف تعالج السرقة عند الاطفال علاج السرقة المتكررة عند الاطفال السرقة عند الاطفال pdf مرض السرقة وكيفية علاجه علاج السرقة عند الكبار اشكال السرقة عند الاطفال
السابق
التالى
مقالات ذات صلة

0 التعليقات: