في قريتنا المنافسة في كل شيء، عادة مكتسبة عند أهل القرية إذا اشترى أحدهم شيئاً تنافس الباقون في اقتناء ذلك الشئ مهما كان ثمنه! ذات مرة، انتشرت ظاهرة تربية الدجاج، سارع الآباء في اقتنائه نزولا عند رغبة الأبناء، طلبت من أبي دجاجة مثل باقي الأولاد، لكني رجوته أن تكون دجاجة مميزة، تختلف عن باقي الدجاج، لبي والدي طلبي، فقصد سوقاً شعبية في مدينة تبعد عن قريتنا نحو ثلاثين كيلوا مترا، وصل إليها بعد عناء ومشقة، بحث عن دجاجة مميزة، وجد طائرا كبير الحجم له ساقان طويلان ورقبة طويلة يشبه الدجاجة تماماً.
قال في نفسه، هذه الدجاجة المختلفة عن دجاجات أولاد القرية التي طلبها ابني هاشم.
استحي أبي أن يسأل عن نوع ذلك الطائر، كي لا يقال عنه بدوي لا فهم لديه، فاعتمد علي ما قرره فكره أنها دجاجة كبيرة مميزة عن باقي الدجاج وحسب، اشتراها أبي بالسعر الذي طلبه صاحبها، وكانت مربوطة بحبل في رقبتها، قادها أبي منه، فانقادت له، أشار بيده إلى ظهرها، بركت كأنها تطلب منه أن يعتلي ظهرها، ركب عليها، انطلقت به في الطريق الذي يوجهها له، تمسك كي لا يقع عن ظهرها، تعجب من دجاجتي، فهو لم ير في حياته دجاجة يركب الإنسان على ظهرها.
وصل إلي القرية.. وتعجب أهل القرية من دجاجتي التي اشترها لي أبي، ولما رأيتها خفت منها.. اقتربت منها بعد أن طمأنني أبي، ركبتها لأول مرة، وكان أبي بجانبي حتى تعودت عليها، أخذت خطامها، طفت بها في القرية، تبعني الأولاد في الشوارع، ركبت على ظهرها، كانت تمشي بي، وكأنني على ظهر جمل.
أخذت الأطفال الغيرة من دجاجتي، فأرادوا أن يقتنوا مثلها ولو بأغلى الأسعار، طافوا أكثر الأسواق الشعبية المنتشرة في منطقتنا، ولم يحصلوا على مثلها، وفي يوم من الأيام مر رجل بقريتنا معه دجاجة كبيرة مثل دجاجتي، وكاد الناس أن يقتتلوا عليها، حتى أوصلوا سعرها أضعاف ما شربت به دجاجتي، لكن صاحبها رفض بيعها.
وضعت دجاجتي ثلاث بيضات كبيرة الحجم، فقست البيضات ثلاثة طيور كبيرة الحجم تشبه أمها، رأى أطفال القرية فراخ دجاجتي، تجددت رغبتهم في اقتناء مثلها، لكن أبي رفض بيعهم منها.
سمع أهل القرى والمدن من حولنا بدجاجنا الكبير الحجم، فتوافدوا لرؤيتها، ضحك أحد الزوار منا ونحن نتحدث عن دجاجنا، فسألناه عن سبب ضحكه فقال:
هذا الطائر الكبير الذي يشبه الدجاجة يقال له نعامة.
قصة دجاجة هاشم من قصص الاطفال
التصنيفات:
قصص اطفال
منوعات أدبية
0 التعليقات: