كيف نحمي ابنائنا من مخاطر الانترنت : هل طفلك آمن إلكترونيا

كيف نحمي ابنائنا من مخاطر الانترنت : هل طفلك آمن إلكترونيا

هذا هو السؤال الذي تجيب عنه باميلا ويتبي في كتابها الذي صدرت ترجمته العربية عن مكتبة جرير، وهو سؤال خطر لا شك على بال معظم الآباء، في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياة أبنائنا وستبقى كذلك إلى الأبد، إذ يتصفح الإنترنت يومياً 84 مليون شخص حول العالم تقل أعمارهم عن 17 عاماً، ويزداد عدد مستخدمي الإنترنت بسرعة كبيرة، كما يقل متوسط أعمارهم – كما تشير الكاتبة – حيث كان متوسط عمر الأطفال الذين يدخلون على شبكة الإنترنت منذ سنوات قليلة مضت، تسع سنوات، وتقلص اليوم ليصل متوسط العمر إلى خمس سنوات.

وتشير الكاتبة إلى أننا نسمع في وسائل الإعلام عن الاضطرابات الناجمة عن شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، لكنها تتساءل إلى أي مدى يعلم الآباء حقاً عن هذا الجيل الجديد المواكب لهذه التكنولوجيا؟ وهل نعلم كيف يستخدم أبناؤنا هذه التكنولوجيا، والأهم هل نفعل ما يكفي لكي نجعلهم آمنين حال استخدامها؟

المخاطر والخرافات - تبيان الحقائق

في الجزء الأول من كتابها تحاول الكاتبة أن تبلور المخاطر التي تواجه أطفالنا بما يمكن الآباء من التقدم إلى الأمام بالثقة المطلوبة لمساعدة أبنائهم على الحفاظ على أمنهم، ويمكنهم أيضاً من استغلال هذه الأداة التعليمية المتاحة الاستغلال الأمثل.

وتشير الكاتبة في البداية إلى أن الصحف اعتادت نشر الشائعات لتخويف الآباء وتعظيم المخاطر بالنسبة للأبناء من خلال تبادل الأرقام التي تبدو صادمة للوهلة الأولى.

لكنها تنبه إلى أن أعظم مخاطر الإنترنت هي احتمالية خسارة أطفالنا لمزايا هذه التكنولوجيا الجديدة، بسبب خوفنا أو قصور فهمنا لكيفية استخدام أطفالنا لهذه التكنولوجيا.

وتوضح أن علينا الالتفات لثلاثة عناصر عند الحديث عن الأمان الإلكتروني: التواصل، مع الغرباء والمتحرشين المحتملين، المحتوى، الصور والأفكار، والتكلفة والتجارة، والمقصود بها المخاطر التجارية كجمع البيانات أو الإعلانات غير المستحبة للأطفال.

وتبدأ الكاتبة هذا الجزء بالحديث عما يخشاه الغالبية العظمى من الآباء، فتتناول الاستغلال الإباحي وأشكاله ومدى شيوعه، وسمات الأشخاص الذين يمارسونه، والتطبيقات المرتبطة بمركز حماية الأطفال من الاستغلال – مثل تطبيق ClickCEOP – والتي توفر النصائح والمساعدة وتتلقى البلاغات عن التهديدات المحتملة، بنقرة من المستخدم على أيقونة التطبيق، وتستخدمها بعض مواقع التواصل الاجتماعي.

لكنها وبعد سرد التفاصيل تؤكد أن الاستغلال الإباحي وإن كان أكثر المخاطر التي يخشاها الآباء؛ لكنها ليست الأكثر احتمالية في الحدوث.

ثم تتطرق الكاتبة للمواد الإبايحة التي قد يتعرض لها الأطفال على الإنترنت، حيث الفضاء الذي لا توجد فيه خطوط فاصلة فقد تظهر الإعلانات والمواد الإباحية في أي مكان، وغالباً ما ترسل دون تمييز على البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة.

وتؤكد في هذا الصدد اتفاق أغلب الخبراء على أن المخاطر الأكبر التي يواجهها الطفل تنبع من نفسه، حيث يميل الأطفال لسلوك المخاطرة، فيقدمون أنفسهم عبر مواقع الدردشة على أنهم أكبر سناً مما هم عليه بالفعل وخاصة الفتيات، ويشاركون الكثير من المعلومات الشخصية وكلمات السر مع أشخاص لا يعرفون عنهم إلا القليل.

وتشير الكاتبة إلى أن الإعلانات وإن لم تكن تشعر الآباء بالقلق لكنها من أكبر التحديات التي يواجهها الأطفال، لذا فمن المهم فهم التقنيات التي تستخدمها المواقع الإلكترونية لتسويق المنتجات للأطفال حيث تقوم بدمج الإعلان في محتوى الموقع، بعد أن يقوم أصحاب الإعلانات بدراسة يجمعون فيها بفاعلية معلومات تتعلق بسلوك الطفل على الإنترنت، وبهذا يكون الإعلان موجهاً للفرد، ومن هنا تتأثر العادات الشرائية لأطفالنا.

وتتناول الكاتبة أيضاً في هذا الجزء المخاطر الصحية، موضحة أن طول الفترات التي يقضيها بعض الأطفال في اللعب لا تعني بالضرورة أنهم أصبحوا مدمنين، مشيرة إلى أن الإدمان يرتبط بعلامات معينة.

وبنهاية هذا الجزء تكشف الكاتبة عدة حقائق قد تفاجئنا.. فهي توضح أن ممارسة اللعب على الإنترنت لا تجعل الطفل كسولاً، ولا تلهيه عن أداء واجباته، فوفقاً للإحصائيات تزيد احتمالية تأدية الأطفال – الذين يسمح لهم بلعب ألعاب مناسبة لأعمارهم على الإنترنت ولفترات محدودة – لواجباتهم وممارسة التمرينات الرياضية، كما أن ممارسة هذه الألعاب يمكن أن تعمل كوسيلة للتنفيس عن الضغوط.

وتقول إن امتلاك برمجياتا المراقبة والتصفية من علامات تجارية موثوقة لا يكفي للحفاظ على أمن الأطفال. فهي ليست إلا خطوة أولى ولا بديل عن الحديث مع الطفل عن الأشياء الملائمة والأشياء غير الملائمة.

وضمن ما تكشفه أيضاً أن الإنترنت ليس مسئولاً بالكامل عن ممارسات الاستغلال الإباحي، فالتليفزيون مازال محتفظاً بالمرتبة الأعلى من اهتمامات الأطفال و24% من الأطفال شاهدوا صوراً مبتذلة على التليفزيون فيما شاهد نصف هذه النسبة من الأطفال صوراً مماثلة على الإنترنت.

إرشادات عامة لحماية الأطفال من مخاطر شبكة الإنترنت


تتناول الكاتبة في الجزء الثاني إرشادات الأمان، موضحة أن التواصل مع الطفل والإصغاء إليه هو أكثر الأساليب أهمية، لضمان استخدام آمن للإنترنت، وتؤدك أن علينا أن نفتح مع الأطفال نقاشاً عن سلوكهم على شبكة الإنترنت، وتشدد على ضرورة أن يحدث ذلك بانتظام، حيث ينسى الأطفال قواعد الأمان عند تصفح الإنترنت.

الخبر السار الذي تقوله لنا الكاتبة أن الرسالة التي يتلقاها الأطفال في المدرسة أو من آبائهم فيما يتعلق بالحفاظ على خصوصية البيانات تؤتي ثمارها، كما تدعو الآباء لعدم التوقف عن إيصال مثل هذه الرسائل حتى وإن بدا لهم نفور أبنائهم المراهقين منها حيث إن بعضاً منها سيستقر في عقله وإن رفضها.

وتحذر الكاتبة من أن الأطفال الذين يشعرون بأنهم غير قادرين على التحدث مع آبائهم أكثر عرضة للإقدام على المخاطر.

ولا تغفل الكاتبة ضغط الأقران الذي يواجهه الطفل بصورة أو بأخرى، للحصول على أحدث الألعاب أو المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتوضح أن التسويق الذي يحيط بإطلاق أي جهاز أو لعبة جديدة تملأ ملاعب الأطفال في أنحاء البلد بالحماس، وهنا تنصح بأن يشارك الوالدان تجاربهما الشخصية في التعامل مع ضغط الأقران، والتعرف على أصدقاء الطفل وآبائهم، وتكرر الكاتبة: واصل التحدث مع طفلك والاستماع إليه.

وتوضح الكاتبة أهمية أن يدرك الآباء ما يحدث حولهم، فالأطفال إذا اعتقدوا أنهم يعلمون أكثر مما نعلم فمن المحتمل أن يقاوموا الحدود الموضوعة لهم أكثر فأكثر، فضلاً عن أنه من غير الممكن أن نرسي قواعد دون أن نعلم المغزى منها.

وتدعو الكاتبة لإرساء القواعد الخاصة باستخدام الإنترنت بالاتفاق مع الطفل نفسه، بحيث تكون بالنسبة للطفل الأصغر سناً أكثر صرامة، ولا يسمح له بمجال كبير لمناقشتها.

وتعدد الكاتبة قواعد الأمان، ومنها أن يتعرف الآباء على الألعاب والخدمات التي يستخدمها الطفل وما إذا كانت مناسبة لعمره أم لا، وأن نتعلم فحص سجل المتصفح، وتنصيب جهاز تحكم أبوي مناسب لسن الطفل.

وتحذر الكاتبة من محاولة قراءة رسائل الأطفال أو سرقة كلمات السر للدخول على حساباتهم في المواقع الاجتماعية حتى في حال انتابتنا مخاوف حقيقية مؤكدة أن هذا من شأنه تدمير الثقة، وضياع القدرة على التواصل بيننا وبين الأطفال إلى الأبد.

وتشير إلى ضرورة الموازنة بين مراعاة خصوصية الأطفال وحمايتهم، موضحة أن المراقبة من أقل الاستراتيجيات تأثيراً وأن الدعم الإيجابي وتقديم إرشادات الأمان وإرساء قواعد واضحة لعدد الساعات ومواعيد الاستخدام هو الأسلوب الأكثر فاعلية.

ما الذي يفعله أطفالنا على شبكة الإنترنت


ولتتضح الصورة أكثر، تحاول الكاتبة في الجزء الثالث أن تسبر أغوار عالم الإنترنت وتقف على تفاصيل ما يفعله أطفالنا على الإنترنت، وتقدم الكاتبة في هذا الجزء العديد من التجارب على لسان أطفال وآباء، كما تسهب في ذكر إمكانات المواقع وكيف يستخدمها الأطفال.

توضح الكاتبة أن الفيسبوك هو شبكة التواصل الاجتماعي التي اختارها أبناؤنا أيضاً، ورغم أن الموقع حدد أعمار أعضائه لتبدأ من 13 عاماً لكن الأطفال – وعادة بموافقة من أولياء أمورهم – لا يترددون في خرق هذه القاعدة، رغم تأكيد عدد من الخبراء على أنها فكرة سيئة، وتقول: إذا كان طفلك الأقل من ثلاثة عشر عاماً قد اشترك بالفعل في موقع فيسبوك، فعليك على الأقل أن تفحص نشاطه باستمرار، وتعرف كلمة السر الخاصة به، وأن تتأكد من إعدادات الخصوصية، ومن عدم نشره لأية معلومات أو صور إلا بعد موافقتك عليها.

وتعدد الكاتبة المخاطر التي يتعرض لها الأطفال وأبرزها تكوين صداقات على الموقع مع أشخاص لا يعرفونهم، كما تذكر بعض المواقع البديلة لفيسبوك لمن هم دون الثالثة عشرة، والتي تعتبر أكثر أمناً، ومنها togetherville الذي تمتلكه شركة ديزني familyclick الذي يستهدف الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والذين افترقت أسرهم بفعل تباعد المسافات.

وعن ألعاب الإنترنت تخصص الكاتبة فصلاً توضح فيه القوانين التي تخضع لها المواقع الإلكترونية، كما تعرض فيه عدداً من أبرز الألعاب وأكثرها انتشاراً بين الأطفال، موضحة إيجابيات وسلبيات كل منها، وتنصح الكاتبة باختيار الألعاب المفيدة للطفل، وأن يبذل الآباء جهداً في التعرف عليها من خلال المواقع الإلكترونية التي توفر تقييماً للألعاب.

وتتناول الكاتبة أيضاً الهواتف الذكية التي أصبحت شائعة بين أطفالنا، والتي غيرت استخدامنا جميعاً للتكنولوجيا، وجلبت معها مشكلات عديدة أيضاً، فأعادت المخاطر المتعلقة بأمن المستخدم للظهور، خاصة وأن التحكم الأبوي في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يظل محدوداً، وتنصح الكاتبة بفحص إعدادات الأمان التي تقدمها شركات الاتصالات والهاتف الذي يستخدمه الطفل، إلى جانب زيارة عدد من المواقع التي تقدم مقترحات حول التطبيقات الآمنة والممتعة، كما تعدد الكاتبة القائمة التي يجب فحصها قبل شراء هاتف جوال للطفل.

وأخيراً تؤكد الكاتبة أنه وإن كان الأطفال الآن الذين أصبحوا يعرفون في الدوائر الأكاديمية بـ "أبناء العصر الرقمي" حيث يعرفون بالسليقة ما يمكنهم استخدامه لأنهم نشئوا في ظل هذه التكنولوجيا، بعكس الآباء الذين يطلق عليهم "المهاجرين إلى العصر الرقمي"، إلا أن استخدام حكمتنا وفهمنا لتوجيه أطفالنا بشكل آمن وناجح في هذا العصر الرقمي سيكون أحد أهم الأشياء التي نقدمها لهم، حتى لا ينتهي بهم الحال على الجانب الخطأ من العالم الرقمي.

حماية الأطفال من مخاطر شبكة الإنترنت برنامج حماية الاطفال من مخاطر الانترنت كيف نحمي ابنائنا من مخاطر الانترنت طرق الوقاية من مخاطر الانترنت ارشادات عامة لسلامة الاطفال على الانترنت تأثير الانترنت على الاطفال pdf بحث عن تأثير الانترنت على الاطفال مخاطر الانترنت على الاطفال ppt نصائح لاستخدام الانترنت للاطفال نصائح عن استخدام الانترنت نصائح لمستخدمي الانترنت نصائح لاستخدام الانترنت بشكل ايجابي حماية الأطفال من مخاطر شبكة الإنترنت
السابق
التالى
مقالات ذات صلة

0 التعليقات: